السلام عليكم ورحمة الله وبركاتــهـ...
يتعرض بعض الأطفال في مراحل نموهم المختلفة إلى بعض المشاكل التي تؤثر على سلوك
البعض منهم، الأمر الذي يحتاج إلى أسلوب خاص في معاملتهم إزاء كل مشكلة منذ الصغر لتجنب تأثيرات تلك المشاكل على سلوك الأطفال، ويمكن لنا أن تعرف على أهم هذه المشكل وطرق حلها في السطور التالية.
أولا: في حالة الغضب:
تظهر حالات الغضب لدى البعض بعد العام الأول وحتى العام الرابع أو الخامس من عمر الطفل، وهو تعبير انفعالي ذاتي يظهره الطفل تجاه عجزه للحصول على ما يريد، وتختلف تعبيرات الغضب من طفل إلى آخر.
وعلى الأم أن تتحلى بالمرونة والصبر إزاء غضب طفلها؛ فتارة تحاول منعه من فعل شيء يحبه، وتارة أخرى تلجأ إلى محاولة إشغال الطفل بلعبة يحبها وقد تشاركه اللعب ومن ثم تصرف عنه حالة الغضب.
ثانيا: في حالة الغيرة:
الغيرة إحدى الصفات الموجودة لدى الإنسان، وعلى الأسرة أن تقبلها كصفة طبيعية، ولكن لا تسمح لها في نفس الوقت بالنمو عند الطفل؛ إذ إن القليل منها يفيد كحافز يحثه على التفوق بعكس الكثير منها الذي يمكن أن يفسد حياة الطفل ويصيبه بضرر بالغ.
وترجع بعض أسباب الغيرة إلى ما يلي:
1- ضعف الثقة بالنفس الناتج من الشعور بالنقص في الجمال، أو عند الاهتمام بطفل آخر مولود جديد في الأسرة... الخ.
2- التمييز بين الأطفال في المعاملة بين البنت والولد.
3- تفضيل الطفل المعوق أو المريض تثير الغيرة عند أخوته الأصحاء.
وعلى الأم أن تعطي انتباهها لطفلها، وأن تكون ودودة في معاملته حتى تصل إلى الإقلال من حدة الغيرة لدى الطفل وفي حالة استقبال طفل جديد عليها التمهيد لاستقباله وأن تخفي إظهار عواطفها نحوه أمام الطفل الأسبق، كما تجب عليها المساواة بين الأطفال في المعاملة.
ثالثا: في حالة الخوف:
تختلف طبيعة التأثر بالخوف من طفل إلى آخر لطبيعة ومخاوف من يخالطونه من أهله وذويه، وقد تنتقل المخاوف بالتبعية إلى الطفل عن طريق الإيحاء أو التقليد، وكلم كبر الطفل قلت مخاوفه، ويتوقف ذلك على أسلوب معاملة الأهل له؛ لذلك يجب معاملة الطفل بلطف وحنان، وتجنب التهديد المستمر وتخويفه من الآخرين بالإيذاء البدني.. الخ، بالإضافة إلى ضرورة وجود القدوة الطيبة أمام الصغار.
رابعا: في حالة مص الأصابع:
تظهر عادة مص الأصابع في فترة الطفولة المبكرة وهي معروفة، فقد يولد الطفل وقدرته على المص قوية لأهميتها في الرضاعة ولا تقتصر على مص أصابع اليد ولكنها قد تشمل أصابع القدم أيضا، ويضع الطفل أصابعه إراديا بالفم في الشهر الثالث، وعند بلوغه الشهر الخامس يلقط الأشياء ويضعها في فمه.
وتحدث عادة مص الأصابع عندما يشعر الطفل بالجوع أو الملل أو الخجل أو التعب، وتزداد عند التسنين وخلافه...الخ. وقد تلازم الطفل حتى يكبر ويذهب إلى المدرسة أو يقلع عنها ويتوقف الإقلاع عنها على مجهود الوالدين ومقدار ما يبذلانه لزوال المسببات النفسية أو الاجتماعية المؤدية إلى ذلك.
خامسا: في حالة الخجل:
الخجل أحد المشاكل التي يعاني منها بعض الأطفال وتظهر أول عوارض الخجل عندما يبلغ الطفل عامه الأول؛ حيث يبدي خجله عندما يحادث بعض الغرباء الذين لم يألفهم من قبل، فيلجأ إلى التواري خلف أمه أو إلى إخفاء وجهه براحتي يديه تعبيرا عن خجله، وعلى الأم أن تحاول إتاحة الفرصة لاختلاط الطفل بالآخرين والتفاعل معهم منذ الطفولة المبكرة، ومنح الطفل الحب والحنان والعطف والثقة بالنفس يحد من الخجل لدى الأطفال.
سادسا: في حالة الكذب:
لا يستطيع الأطفال التمييز بين الحقيقة والخيال قبل سن الخامسة فعندما يروي الطفل قصة من نسج خياله، ويضيف إليها كثيرا من الأحداث اليومية بحيث يصعب علينا تحديد أوجه الحقيقة، فيجب ألا نقول أنه يكذب بل نجيب عليه بدعابة تجعله يدرك أنه يتخيل، ويمكن أن نروي له قصة الطفل الذي كان يدعي الغرق مستغيثا حتى اكتشف الناس خداعه فانصرفوا عنه، وعندما تعرض فعلا للغرق لم يلبي أحد نداءه واستغاثته ولم يسعفه أحد وتركوه يغرق. وسوف يستمتع الطفل بالقصة، ويمكن أثناء روايتها مناقشته وتوضيح أهمية ذكر الحقيقة وأضرار العكس.
سابعا: في حالة التلعثم:
تظهر حالات التلعثم عند بعض الأطفال في الفترة ما بين العام الثاني والثالث من أعمارهم، ويقصد بالتلعثم عدم قدرة الطفل على التحدث بسهولة حين يجد صعوبة في التعبير عما يريده، فتارة ينتظر لحظة ليتغلب على تلعثمه وعجزه، وتارة أخرى يعجز تماما عن التعبير عما يجول بخاطرة.
ومما يزيد حالة التلعثم عند الطفل ملاحظات من حوله على طريقة كلامه أو تعمد إحراجه، أو تقليده عند التحدث، وكل ذلك يسيء حالة الطفل النفسية ويشعره بفقدان الثقة. وللتغلب على ظاهرة التلعثم يجب على الأم أن تبحث عن الأسباب التي تجعل طفلها متوترا وتحاول تفادي تلك الأسباب منعا لوجود التلعثم، فإذا لاحظت القلق أو الاضطراب على طفلها نتيجة بعدها أو انشغالها عنه فيجب عليها التقرب منه وإشعاره بحنانها وحبها، كما ينبغي عدم الإسهاب في الحديث مع الطفل خلال تلك الفترة لأن ذلك لن يجدي في العلاج، وإذا تحدث الطفل مع أمه فعليها أن تعطيه انتباهها وتشمله باهتمامها لأن تجاهلها له قد يصيبه بالإحباط وخيبة الأمل مما يزيد تلعثمه.
والحقيقة أن ظاهرة التلعثم تعتبر في أغلب الأحوال ظاهرة عابرة لا تستغرق سوى بضعة أشهر بزوال المؤثر... إلا بعض الحالات القليلة التي تطول فيها مدة التلعثم، وقد يحتاج الأمر هنا إلى استشارة طبيب للعلاج.
ثامنا: في حالة التبول اللاإرادي:
إن عادة التحكم في التبول لدى الأطفال تتكون في سن مبكرة أي بين السنة الأولى والسنتين ونصف، وعادة ما يستطيع الأطفال التحكم في التبول في سن مبكرة أثناء النهار، وتتكون عند بلوغه ثمانية عشر شهرا، ويصل تحكمه في بوله في أثناء الليل عند بلوغه السنتين تقريبا، وهناك بعض الأطفال يستطيعون التحكم في التبول أثناء الليل قبل النهار، وإذا لم يستطع التحكم في التبول سواء أثناء النهار أو الليل تقلق الأمهات لمواجهة هذه المشكلة ويبحثن عن أسباب التخلص من هذه الظاهرة.
ويرجع التبول اللاإرادي إلى عدة أسباب متداخلة ومتشابكة مع بعضها البعض تأثرا وتأثيرا منها:
1- محاولة جذب الانتباه والاستمتاع بالضوضاء التي تحدث عندما يتبول لاإراديا، فيكرر ذلك عمدا كما يحدث في حالة وصول مولود جديد أو محاولة لإثارة أمه التي تميل إلى السيطرة عليه والتحكم في تصرفاته.
2- معاقبة الأم لطفلها لعدم التبول في الموعد المحدد أو عند إجبار الطفل على التبول دون رغبته في ذلك.
3- قد يلجأ الطفل إلى التبول اللاإرادي في حالات الخوف من الظلام والحيوانات، أو عند فقد الشعور بالإمان كما في حالة وجود نزاع أو خلاف بين الأبوين...الخ.
ولمساعدة الطفل على التحكم في التبول يجب على الأم مراعاة ما يلي:
- عدم التحدث في حالة الطفل أمامه أو أمام الآخرين كذلك عدم مقارنته بأطفال آخرين.
- عدم الإكثار من تناول السوائل في الساعات الأخيرة من النهار.
- وضع ضوء خافت في دورة المياه ليلا.
- تدريب الطفل وتعويده على التبول في مواعيد معينة كأن يكون بعد تناول الرضعة وقبل ذهابه إلى الفراش، وعند استيقاظه في الصباح.
- إيقاظ الطفل أثناء النوم ليتبول.
وكل هذه العوامل تساعد على اجتياز الموقف فيمر بسلام دون أدنى اضطراب في شخصية الطفل ويتم ذلك عن طريق الإقناع، أما إذا فشلت هذه المحاولات فلابد للأم أن تستشير الطبيب.
منقول