رقائق البطاطس المقلية والمحفوظة، ما هي إلا قنبلة موقوتة يمكن أن تتسبب في تدمير صحة أطفالنا بما تحتويه من مخاطر خفية تعلن عن نفسها مع الوقت بتراكمها داخل أجساد الصغار.. هذا ما تؤكده دراسة حديثة أعدتها جمعية القلب البريطانية محذرة من مخاطر التناول المكثف لرقائق البطاطس المحفوظة على المدى الطويل، مشيرة إلى أن الزيوت المستخدمة في قلي هذه الرقائق في درجات حرارة عالية تحتوي على كميات كبيرة من الدهون المشبعة والتي تترسب على جدران الأوعية الدموية وتسبب تصلب الشرايين وأمراض القلب، بالإضافة إلى أن تسخين الزيوت إلى درجة عالية يساعد على تشكيل مركبات كيميائية ضارة بالصحة تنعكس على الكبد وتعيق وظيفته وتضر بالقلب والكليتين والعظام عند الأطفال.
إن هذه الأطعمة تطلق مادة الأكريلاميد وهي مادة مشبوهة تحرص على نشوء السرطان وإطلاق شرارته الأولى بجسم الإنسان.
ويقول د. محمد فهمي صديق أستاذ علوم الأغذية بمعهد بحوث الغذاء المصري إن الغذاء هو أحد أهم العوامل التي تؤثر على صحة الإنسان وتحديد مستقبله، ومن الملاحظ أنه في الآونة الأخيرة زادت نسبة إقبال الصغار والكبار وبشكل غير منضبط على تناول الأغذية عالية المحتوى من الطاقة والدهون مثل رقائق البطاطس وغيرها من الأغذية والمسليات التي تعج بها الأسواق ومحلات الوجبات السريعة وحتى السوبر ماركت، وتعتبر رقائق البطاطس إحدى السلع التي تعتبر في غاية الخطورة على صحة الإنسان، وقد يستهان بكمية صغيرة منها إذا كان حجم ما يحتويه الكيس الصغير لهذا المنتج لا يتعدى 20 جراما تقريبا، ولكن عند تحليل هذا المحتوى غذائيا لكيس البطاطس ولو كان صغيرا نجد أنه يحتوي على وزن 5,7 جرام من الدهون المشبعة، وعند تناولها بصفة شبه يومية يعني ذلك أن الفرد يتناول 2700 جرام دهونا مشبعة أي ما يعادل أكثر من ثلاثة لترات من الزيت سنويا، وتزيد هذه النسبة مع زيادة عدد الأكياس المتناولة.
ويضيف صديق: أن هذه النسبة العالية من الدهون لا تساعد فقط على البدانة بل إنها تلعب دورا خطيرا في الإصابة بأمراض الشرايين والقلب، كما تكمن خطورة تناول هذه المأكولات بما تحويه من كميات عالية من الدهون، بل إن تعرض الزيوت المستخدمة في القلي لدرجات حرارة عالية ينتج عنها مواد ضارة جدا بالصحة (مواد مسرطنة) بالإضافة إلى أنها تحتوي على نسبة عالية من الأملاح التي قد تؤدي إلى الالتهابات بالفم والمعدة مما يدفع بالأطفال إلى عدم تناول الأطعمة العادية، وفقدان الشهية، كما قد يصاب الطفل بنسبة عالية من الأملاح في البول مما يعرضه لمشاكل كبيرة في المثانة والكلى.