تظهر أكثر التطورات في حياة الإنسان في مرحلة الطفولة، ففي أثناء السنة الأولى يتطور الطفل في كل شيء، ويبدأ بالاستجابة لبيئته ويتأقلم معها، فهو يحاول أن ينظم ويغير في الوظائف والقدرات الكامنة لديه ليصبح إنسانا صغيرا كاملا.
الأب أو الأم لا يستطيعان تحديد أهداف لطفلهما كالطول المطلوب أن يصله أو الوزن الذي يجب أن يزنه والقدرات التي يجب أن تكون لديه، فهذه الأمور فردية يتميز بها كل فرد عن غيره، وعلى الآباء ألا يهتموا بها.
وإن كان الطفل لا يمتلك الصفات المطلوبة فإن هذا الشعور المقلق قد يؤثر على عواطف الطفل مما يجعله مفرط الحساسية، ويجب على الآباء أن يشعروا بارتياح وأن يمنحوا الطفل العطف والاهتمام لكي يستطيع أن يحقق الحد المثالي من التطور.
في مرحلة الطفولة المبكرة، ينام الطفل معظم ساعات النهار عدا تلك التي يتناول فيها الطعام، ومعظم تصرفات الطفل هي ردود أفعال: كأن يمص شفتيه عندما يشعر بالجوع، أو يقبض على إصبع أمه عندما تضعه في كفه، وليس من المألوف أن يعبر الطفل عن مشاعره، ولكنه يبتسم أحيانا عن غير وعي.
أما من شهر إلى شهرين، فينمو الطفل سريعا يوما بعد يوم، عندما يكون مستلقيا على معدته، يرفع رأسه بزاوية مقدارها 45 ويحرك رأسه يمينا ويسارا، وعندما يكون مستلقيا على ظهره فإنه يركز بصره على شيء ويحدق فيه.
ومعظم الأطفال الطبيعيين يقبضون أيديهم بقوة أثناء النوم، وأحيانا يمصون أصابعهم بغير وعي أثناء النوم أيضا، وعندما يشعر الطفل بالجوع فإنه ينهال بالبكاء.
ومرحلة شهرين بعد الولادة تتميز بأن الطفل يبدأ بالضحك، وهذا يجعل الأم تفرح كثيرا وتزداد العلاقة بينهما، ويصبح الطفل أكثر سعادة ويستقر عاطفيا تجاه الآخرين، ويبقى مستيقظا ساعات أطول وينام في الليل.
أما ثلاثة أشهر بعد الولادة في هذه المرحلة يبدأ الطفل بإظهار طبيعته الاجتماعية البدائية ويحاول أن يعبر عن نفسه بالركل والابتسام، أو عمل الفقاعات كرد فعل لتحركات الأم، في هذه المرحلة تبدأ الشخصية الفردية بالظهور، وتختفي الأفعال الانعكاسية البدائية، وتزداد القدرة الإرادية لديه.
وفي الأشهر اللاحقة حتى 9 أشهر، فإن رد الفعل المسمى بردة فعل الرقبة يكون قد استبدل بتناسق الحركة بين الأيدي والأعين، بمعنى أن الطفل يحاول ملامسة كل ما يراه، إنها العملية الوسيطة لعملية أخرى وهي لعب الطفل بألعابه في فترة لاحقة.
يستطيع الطفل أن يبقي رأسه في موضع واحد ولفترة قصيرة، ويستطيع أن يرضع وينظر إلى من حوله في ذات الوقت، إن عمل الطفل للفقاعات بواسطة فمه، هو تعبير عن سعادته وإحساسه بالنجاح، بينما يصبح الأساس لتطور اللغة عنده، يبدو أحيانا على الطفل أنه يلعب بصوته ويستعمله كأداة تحكم بعواطفه وكأداة لتعلم أساسيات اللغة.
وفي هذه المرحلة يبدأ الطفل بالتصرف والأكل والنوم بطريقته الخاصة، وينام ساعات أطول في الليل ويبقى مستيقظا ساعات أكثر في النهار، ويستطيع أن يمد يده ليتناول ما يريد، كما يستطيع أن يبقي رأسه في وضع ثابت ويدعم الجزء الأعلى من جسمه بواسطة كلتا يديه، عندما يكون مستلقيا على بطنه.